لقاء الرئيس الصومالي ووزير الدفاع الأمريكي في واشنطن

بواسطة: 

التقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مع لويد جيمس أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، في 17 سبتمبر (2022) على هامش مشاركته في أعمال الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تستضيفها مدينة نيويورك. وهي أول زيارة للرئيس الصومالي إلى واشنطن منذ توليه السلطة في مايو 2022.

أولاً: مضمون وسياق الزيارة

تطرقت الزيارة إلىى عدد من الموضوعات، حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الأمن والاستقرار الإقليمي، وزيادة الدعم الأمريكي في الصومال ومكافحة الإرهاب. كما تناولا الجانبان الجهود المبذولة من قبل القوات الحكومة الصومالية لمواجهة حركة الشباب والتحديات الأمنية في البلاد.

كما أكد لويد جيمس التزام بلاده بتعزيز العلاقات مع الصومال ودعم الحكومة الصومالية في تدريب الجيش الصومالي ومكافحة الإرهاب.

وتأتي هذه الزيارة في إطار سياق أمني مضطرب على الساحة الصومالية، وذلك على النحو التالي:

-  تجديد الرئيس حسن شيخ محمود خلال لقائه مع الجالية الصومالية في واشنطن عزم بلاده بداية المعركة الحاسمة ضد حركة الشباب المجاهدين. وأشار إلى أن القتال ضد عناصر الحركة يدور في ولايات هيرشبيلي وجلمدغ وجنوب غرب الصومال. كما وعد بفتح جبهة جديدة على الحركة في إقليم جوبا الوسطى. فيما تعهد شيخ محمود بإنهاء وجود الحركة في البلاد.

-  تزايد التنسيق بين القوات الحكومية الصومالية وبعض الميلشيات المحلية في وسط وجنوب البلاد بهدف شن حملات عسكرية ضد مقاتلي الحركة.

-  اندلاع انتفاضة شعبية في ولايات هيرشبيلي وجلمدغ وجنوب غرب الصومال ضد مقاتلي حركة الشباب المجاهدين بسبب العمليات الإرهابية التي تتورط فيها الحركة خلال الفترة الأخيرة. وهو ما رحبت به كل من الحكومة الصومالية والإدارة الأمريكية. في المقابل، حذرت حركة الشباب العشائر والقبائل الصومالية من أن تكون جزءًا من الحرب على حركة الشباب، وهددت باستهداف أي عشيرة تنضم إلى القتال ضدها.

- أسفرت العمليات الأمنية والعسكرية التي نفذتها القوات الصومالية ضد الحركة خلال الفترة الأخيرة إلى مقتل أكثر من 200 مقاتل إلى جانب استرداد حوالي 30 منطقة كانت تسيطر عليها الحركة.

ثانياً: الدوافع والاهداف الصومالية للقاء

يمكن تفسير دوافع لقاء الرئيس الصومالي مع وزير الدفاع الأمريكي في واشنطن على النحو التالي:

- رغبة الصومال في استمرار الحصول على دعم واشنطن السياسي والعسكري في مواجهة حركة الشباب، لا سيما بعد عودة القوات الأمريكية للصومال في مايو 2022 واستئناف شن الغارات الجوية الأمريكية التي تستهدف معاقل الحركة في مناطق سيطرتها.

- تكثيف التعاون الأمني والعسكري بين الصومال والولايات المتحدة، لا سيما في مجال التدريب العسكري للقوات الحكومية الصومالية بهدف رفع كفاءتها وقدراتها القتالية والتسليحية.

- الحصول على المساعدة الأمريكية في إعادة الجنود الصوماليين الذين يتم تدريبهم في إريتريا والبالغ عددهم 5000 جندي، بهدف المشاركة في الحرب ضد حركة الشباب والتصدي للتهديدات الأمنية في البلاد.

- تشجيع القوات الصومالية ورفع معنوياتها، بالتزامن مع استمرار حالة التعبئة العامة والحشد لكل الأطراف السياسية في الداخل الصومالي لمواجهة الحركة بهدف احتواء مخاطرها وتحييدها في المشهد الصومالي.

ثالثاً: نتائج وتداعيات الزيارة

هناك عدد من النتائج المحتلمة للزيارة اهمها احتمالية مضاعفة واشنطن للغارات الجوية للطائرات بدون طيار الأمريكية ضد معاقل حركة الشباب في وسط وجنوب الصومال.

كما يمكن استدعاء وحدات من الجيش الصومالي لتلقي تدريبات عسكرية في واشنطن بهدف تعزيز قدرات القوات الصومالية لمواجهة حركة الشباب، وهو الامر الذي قد يساهم إحراز القوات الحكومية الصومالية تفوق عسكري على حركة الشباب في المواجهة المستمرة بين الطرفين خلال الفترة المقبلة. 

تعليقات القراء